تحقق المملكة إنجازات مذهلة في مجال البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، وهو البرنامج الذي انطلق في عام 1990 واستمر في تسجيل نجاحات متتالية وإشادة دولية. خلال 33 عامًا حتى نهاية عام 2024، نجح البرنامج في إجراء 61 عملية لفصل التوائم الملتصقة داخل السعودية وقدم التقييم الطبي لـ 139 حالة من 26 دولة، تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
يركز البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية على تقييم دقيق لحالة كل توأم، بما في ذلك الأعضاء المشتركة، لتحديد الفريق الطبي المناسب لكل عملية. في حال كان الالتصاق في الصدر، يتم اختيار فريق متخصص في ذلك، وإذا كان في العمود الفقري، يتم تشكيل فريق ذو خبرة لاجتياز هذه التحديات بنجاح.
يتميز البرنامج بإضافة الكوادر الطبية المحلية والدولية، حيث يحتوي على فرق طبية متكاملة، ويشارك الأطباء السعوديون في محاضرات وبحوث علمية متعلقة بفصل التوائم الملتصقة. بكلمات مستشار الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، تُعتبر عملية فصل التوأم السوداني “سماح وهبة” في عام 1992 البداية الحقيقية لمهنة فصل التوائم في المملكة والتي تمت بنجاحٍ كبيرٍ.
تنشأ حالة التوائم السيامية عندما ينقسم الجنين بعد 13-15 يومًا، وتتشارك التوائم في المشيمة والكيس الأمنيوسي. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تحدث هذه الحالة بمعدل 1 في كل 100 ألف ولادة حية، وتكون الأجنة الأنثوية أكثر عرضة لها.
تُعتبر عمليات فصل التوائم المتصلة عند الرأس الأكثر تعقيدًا، حيث تصل نسبة المواليد الموتى إلى نحو 60%. وتُعزى ولادة توائم ملتصقة إلى أسباب وراثية وصحية، وبعضها بيئية تتعلق بالتلوث. تواصل المملكة جهودها في معالجة هذه الحالات المعقدة من خلال الاعتماد على كوادر طبية متخصصة ودعمٍ حكوميٍ لا مثيل له.
تعليقات
0