تتدفق أسواق محافظة الأحساء بوفرة غير مسبوقة في منتجات التوت بمختلف أصنافه، وخصوصًا «توت الفراولة» المعروف بمذاقه المتوازن بين الحامض والحلو، والذي يزدهر في الأراضي الخصبة للمنطقة. يأتي هذا الإنتاج الغزير بالتزامن مع اهتمام كبير من قِبل السكان المحليين والمقيمين، وكذلك الزوار من دول الخليج الشقيقة، مثل قطر والكويت. يُعرض الصندوق الصغير حالياً بأسعار تتراوح بين ثمانية وعشرة ريالات.
أوضح أحمد بورشيد، المهتم بعالم الزراعة، أن حب الزراعة متجذر في تراث الأحساء، وهو تقليد موروث من الأجيال السابقة. نشأ بورشيد في قرية تحيط بها مزارع تنتج أغلى أنواع الفواكه والخضروات التي تميز الأحساء. تمتاز المنطقة بزراعة التوت منذ عقود، وقد شهدت تطويرًا ملحوظًا مع دخول «توت الفراولة» القادم من مصر، والذي لاقى نجاحًا كبيرًا في البيئة الخصبة للمنطقة.
تتنوع أنواع التوت المزروعة في الأحساء لتشمل «التوت الباكستاني الأبيض»، و«توت الفراولة»، و«التوت الكشميري»، بجانب «التوت الحساوي» المحلي. يُعرف «توت الفراولة» بمذاقه الفريد الذي يجمع بين الحلاوة والحموضة، مما يجعله مفضلاً للكبار وللصغار. تكمن جدواه الاقتصادية في حجمه وثماره الجيدة وامتداد موسمه المُثمر لمدة شهرين، والذي بدأ من منتصف شهر رمضان السابق في مارس 2025.
أشار بورشيد إلى أن شجرة التوت تُعد من الأسهل في الزراعة، موضحًا أن العناية بها تتطلب حمايتها من الآفات ورش الثمار الصغيرة ضد الذباب. كما دعا إلى استغلال منتج التوت في الصناعات التحويلية مثل المربى والعصائر، مبيناً أن التوت يحظى بطلب كبير محلياً ويُصدر إلى دول الخليج.
أكد عبدالمحسن الأحمد، المزارع في سوق المزارعين بالمبرز، على توفير التوت البلدي ذي الجودة العالية يوميًا، مشددًا على الإقبال المتزايد على هذا النوع بسبب جودة إنتاج مزارع الأحساء وأسعارها الجيدة. عبّر عبدالعزيز الراوجح، أثناء زيارته لأحد المزارع، عن إعجابه الكبير بوفرة وجودة التوت، متمنيًا تنظيم مهرجان خاص للتوت استجابة للإنتاج الوفير الذي تتمتع به المنطقة.