تلقت الأسواق في محافظة الأحساء هذه الأيام إمدادات غزيرة من التوت بمختلف أنواعه، حيث يبرز “توت الفراولة” بمذاقه الفريد “الحامض الحلو”، الذي يتم تقديمه من المزارع الخصبة في المنطقة. ويشهد هذا الإنتاج المحلي إقبالًا واسع النطاق من المواطنين والمقيمين وزوار المنطقة من دول الخليج كقطر والكويت، حيث تتراوح أسعار العبوة الصغيرة بين ثمانية وعشرة ريالات.
تعد الزراعة مكونًا رئيسيًّا في ثقافة الأحساء التقليدية، وهي عنصر وراثي من الجيل الأسبق. أحمد بورشيد، أحد عشاق الزراعة، أشار إلى أن منطقة الأحساء تحتضن العديد من المزارع التي تنتج تشكيلة متنوعة من الفواكه والخضروات، ومن ضمنها التوت الذي شهد توسعًا ملحوظًا عقب إدخال “توت الفراولة” الذي تم استيراده من مصر ونجح بشكل كبير على الأرض الأحسائية.
وأشار بورشيد إلى تنوع أصناف التوت في المنطقة، بما في ذلك “التوت الباكستاني الأبيض”، و”توت الفراولة”، و”التوت الكشميري”، بالإضافة إلى النوع المحلي “التوت الحساوي”. ويتميز “توت الفراولة” بحلاوة تمتزج بطعم حامض، مما يجعله مفضلًا لدى مختلف الأعمار. يبدأ الموسم في منتصف شهر رمضان ويستمر لشهرين، وتتميز أسعاره بانخفاضها مع زيادة الوفرة.
من جهة أخرى، تعتبر شجرة التوت من الأشجار السهلة في الزراعة ويمكن زراعتها بالعناية المناسبة ضد الآفات. ويدعو بورشيد إلى استثمار الإنتاج في الصناعات التحويلية مثل صناعة المربى والعصائر، حيث يجد التوت طلبًا كبيرًا ويتم تصديره إلى الكويت وقطر.
المزارع عبدالمحسن الأحمد، المتخصص في إنتاج التوت، يشير إلى توافر التوت البلدي بأنواعه الفاخرة في سوق المزارعين بالمبرز بشكل يومي. ويشهد سوق التوت حاليًا إقبالًا إيجابيًّا على المنتجات، تتراوح أسعارها ما بين ثمانية إلى عشرة ريالات.
عبدالعزيز الراوجح، الذي أعجبته وفرة التوت وجودته، يرى زيادة ملحوظة في اهتمامات الناس بهذا المنتج، ويدعو إلى تنظيم مهرجان مخصص للتوت في الأحساء، تقديرًا للوفرة والمحصول الكبير في المنطقة.